مقــال

إدارة العلامة التجارية لصاحب العمل في 2025: فكر مثل مدير نادي كرة قدم

كتبه إسلام يسري

تخيل أن شركتك هي نادي كرة قدم تنافس في دوري الأبطال. الموظفون هم نجوم الفريق، وسوق المواهب هو نافذة الانتقالات. لتحقيق فريق فائز، لا يكفي فقط توقيع عقود مع أفضل المواهب. يجب أن تبني بيئة تجعل لاعبيك (موظفيك) يرغبون في البقاء، والتألق، وتحقيق النجاح. وفي الوقت نفسه، جذب المواهب الجديدة يتطلب رؤية مقنعة تجعلهم يختارون ناديك على الآخرين.

لكن أندية كرة القدم لا تعتمد فقط على الانتقالات المثيرة لتظل تنافسية. بل تضع استراتيجية شاملة: تحديد نوع اللاعبين المطلوبين، تحديد توقعات واضحة، تقديم تجربة مغرية تتجاوز الرواتب، وخلق ثقافة تجعل اللاعبين فخورين بارتداء القميص. الأمر نفسه ينطبق على بناء علامة تجارية لصاحب العمل. العلامة التجارية القوية ليست مجرد توقيع مع ميسي؛ بل في كيفية الاحتفاظ بـ”رونالدو القادم” وجعله يتألق داخل فريقك.

كيف تبني استراتيجية فريق يستحق البطولة؟

1. التواصل الداخلي: أساس الثقة

في كرة القدم، التواصل بين المدرب واللاعبين والإدارة هو مفتاح النجاح. وبالمثل، التواصل الداخلي هو العمود الفقري للعلامة التجارية الناجحة لصاحب العمل. الشفافية، الاتساق، وإتاحة قنوات تواصل واضحة تبني الثقة وتجعل الموظفين يشعرون بالتقدير.

– تحديثات دورية: استخدم الاجتماعات المفتوحة، والنشرات الإخبارية، ومنصات الشركة لتشارك الأخبار والإنجازات.
– قنوات تواصل ثنائية: شجع الموظفين على تقديم آرائهم عبر استبيانات أو صناديق اقتراحات أو سياسات “الأبواب المفتوحة”.
– تخصيص الرسائل: اجعل رسائلك ملائمة لكل قسم أو دور لضمان صلتها بالموظف.

2. تجربة الموظف: قلب التفاعل

تجربة اللاعب في النادي تتجاوز الراتب، وتشمل المرافق التدريبية، والتعاون مع الفريق، ودعم الجمهور. وبالمثل، تجربة الموظف تشمل كل نقطة يمر بها خلال رحلته في الشركة.
برامج استيعاب مميزة: خطط ترحيب مهيكلة لدمج الموظفين الجدد مع ثقافة الشركة.
تطوير مهني: وفر فرص تدريب، ومسارات للنمو الوظيفي، وبرامج إرشاد.
برامج رفاهية: اهتم بالصحة الجسدية، والنفسية، والعاطفية للموظفين.

3. التفاعل: تحويل الموظفين إلى سفراء

الموظفون المتفاعلون يشبهون اللاعبين النجوم الذين يعطون كل ما لديهم في الملعب. هؤلاء ليسوا فقط راضين، بل مستثمرون في نجاح الشركة.
– التقدير: احتفل بالمساهمات بطرق شخصية ومكافآت ذات معنى.
– المشاركة: اشرك الموظفين في عمليات اتخاذ القرار ليشعروا بالانتماء.
– بناء مجتمع: عزز التعاون من خلال الأنشطة الجماعية والفعاليات الشاملة.

4. توافق الثقافة مع الاستراتيجية: الميزة الفارقة

كما يجب أن تتوافق فلسفة النادي مع استراتيجية التعاقدات، يجب أن تتماشى ثقافة الشركة واستراتيجيتها.
– وضوح الهدف: اجعل الموظفين يفهمون ويدعمون أهداف الشركة وقيمها.
– الثبات: حافظ على تناسق الرسائل الداخلية والخارجية لتعزيز المصداقية.
– الاستدامة: قم بتطوير العلامة التجارية لصاحب العمل مع تغيرات العمل لضمان استمرارها.

– دور القيادة
في كرة القدم، يحدد المدربون وفرق القيادة نغمة النجاح. وينطبق نفس الشيء على العلامة التجارية لصاحب العمل.
نماذج للسلوك المطلوب: على القادة أن يكونوا مثالا للقيم التي تمثلها الشركة.
رؤية واضحة: وضحوا الغرض واتجاه الشركة بوضوح.
تمكين الفرق: اخلقوا بيئة تشجع الموظفين على الابتكار والتألق.

– قياس النجاح
كما يتم قياس نجاح فريق كرة القدم بالكؤوس ودعم الجماهير، يتم قياس نجاح العلامة التجارية لصاحب العمل من خلال:
معدل التوصية (eNPS): قياس استعداد الموظفين للتوصية بالشركة كمكان عمل رائع.
معدلات الاحتفاظ: متابعة دوران الموظفين لفهم مدى الرضا والولاء.
انطباع العلامة التجارية: استخدام استبيانات ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي لفهم كيف يتم إدراك علامتك التجارية.

الخلاصة

العلامة التجارية لصاحب العمل لا تتعلق فقط بالتصور الخارجي؛ بل ببناء بيئة تدعم الموظفين وتلهمهم. من خلال دمج التواصل الداخلي، وتجربة الموظف، والتفاعل، والتوافق الثقافي، تستطيع الشركات بناء علامة تجارية قوية ومستدامة، تمامًا مثل النادي الذي يوازن بين انسجام الفريق واستراتيجيته ودعم جمهوره. تذكر، بناء فريق رائع يبدأ بغرفة ملابس رائعة!

;;