مقــال

كيفية إنشاء استراتيجية فعالة للتواصل الداخلي

كتبه إسلام يسري

التواصل الداخلي هو العمود الفقري للتوافق التنظيمي والثقافة والنجاح. إنه يسد الفجوة بين رؤية القيادة وعمل الموظفين، ويضمن أن كل فرد يفهم دوره في دفع الأهداف التجارية. ومع ذلك، فإن صياغة استراتيجية تواصل داخلي فعالة تتطلب أكثر من مجرد إرسال رسائل البريد الإلكتروني أو استضافة اللقاءات العامة – فهي تتطلب القصد والتوافق مع القيم التنظيمية والتركيز على تمكين النتائج الاستراتيجية.

استراتيجية الاتصال الداخلي

1. الأساس الجوهري: القيمة المقدمة للموظف توجه النبرة والصوت والعلامة التجارية

قبل تحديد "أين نلعب" و"كيف نفوز"، يجب أن يعكس التواصل الداخلي القيمة المقدمة للموظف (EVP). تشكل القيمة المقدمة للموظف:

  • نبرة الصوت: رسمية، متعاطفة، مبتكرة، أو تعاونية - تعكس الثقافة التي تعد بها القيمة المقدمة للموظف.
  • إرشادات العلامة التجارية: الهوية البصرية (الألوان، الصور) وموضوعات سرد القصص التي تعزز القيم التنظيمية.
  • أسلوب التواصل: حوار مفتوح، تحديثات من أعلى إلى أسفل، أو محتوى يقوده الأقران، اعتماداً على تركيز القيمة المقدمة للموظف.
مثال: إذا كانت القيمة المقدمة للموظف تركز على "التعلم المستمر"، قد يتبنى التواصل الداخلي نبرة داعمة وفضولية ويشارك قصص نمو الموظفين من خلال البودكاست الداخلي أو إبراز التوجيه.

2. "أين نلعب": المجالات الاستراتيجية الأربعة للاتصال الداخلي

عكس الاستراتيجية التنظيمية

مواءمة عمليات الاتصال الداخلي مع الأولويات الاستراتيجية للمؤسسة.

مثال: إذا كانت الشركة تركز على الاستدامة، يتبنى الاتصال الداخلي ممارسات صديقة للبيئة.

تعزيز المبادرات التنظيمية

تضخيم البرامج متعددة الوظائف لدفع الوعي والتبني.

مثال: حملات لأهداف التنوع والشمول والمساواة، وبرامج العافية، أو طرح التقنيات الجديدة.

تشكيل العقلية المرغوبة للموظفين

تنمية المواقف والسلوكيات التي تمكن من تنفيذ الاستراتيجية.

مثال: تعزيز الابتكار من خلال الاحتفاء بالمخاطرة المحسوبة.

ترقية البنية التحتية للاتصال الداخلي

تعزيز الأدوات والمهارات والشراكات التي تمكن فعالية الاتصال الداخلي.

مثال: الاستثمار في أدوات التحليلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

الخلاصة: الربط بين الاستراتيجية والتنفيذ

تكمن قوة استراتيجية الاتصال الداخلي في قدرتها على تحويل النية إلى فعل. من خلال توضيح "أين نلعب" و"كيف نفوز"، تضمن فرق الاتصال الداخلي أن كل نشاط اتصال يكون هادفاً وقابلاً للقياس ومتناسقاً مع القيمة المقدمة للموظف والأهداف التنظيمية.

عندما يعكس الاتصال الداخلي استراتيجية المؤسسة، ويعزز المبادرات الحاسمة، ويشكل العقليات، ويستثمر في قدراته الذاتية، يصبح ممكناً استراتيجياً - وليس مجرد وظيفة. هذا التناسق يحول الاتصال من مهمة معاملاتية إلى محرك للثقافة والثقة ونجاح الأعمال.

في النهاية، أفضل استراتيجيات الاتصال الداخلي لا تُعلم الموظفين فحسب - بل تلهمهم للعمل.

;;